شهداء يوم اليرموك
شهداء يوم اليرموك
الملخص
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسلام على سيّد المرسلين، محمّد خاتم النبيين ،وأزواجه أمّهات المؤمنين، وآله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الصّادقين المخلصين .
أما بعد :
سبق وأنْ كتبتُ عن أهمّية وميزة وخصوصيّة ومكانة ومنزلة معركة اليرموك في البحثين السابقين مَا يغني عن الإعادة والتكرار . ومِمّا لا شك فيه أنّ موضوع وعنوان الشهادة في سبيل الله كان سببا رئيسا مِن أسباب صناعة النصر على الرّوم يومها، فالكثير مِن جيش المسلمين حينها كان يتمنى ويحرص أشدّ الحرص على الشهادة في سبيل الله، وذلك لِمَا أعدّ الله للشهداء مِن مكانة رفيعة ومنزلة كبيرة وجائزة عظيمة وهدية غالية ومقام سامٍ، فالحق جلّ وعلا بيّن درجات وطبقات أهل الجنة في الآخرة ليتنافس المتنافسون ويتسابق المتسابقون ويتبارى المتبارون ويعمل العاملون ويقدّم المتقدمون فقال وهو أصدق القائلين ﭽﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋﭼ([1])، فمنازل الآخرة في الجنة، الأنبياء الأطهار، ثمّ الصّديقون الأبرار، ثمّ الشهداء الأخيار، ثمّ الصّالحون، ومعلوم أنّ النبوة جعلية غير كسبية، أي أنّ الله تعالى يجعلها فيمن يشاء ويريد مِن خلقه وعباده، وليس للإنسان دخل ولا إرادة في هذا الاختيار والاصطفاء هذا أولا .