الأصول التاريخية للوجود اليهودي في الخليج العربي في العصر الحديث

الملخص

      يتناول هذا البحث تاريخ الأقلية اليهودية في الخليج العربي . وقد أورد الباحثان تمهيداً تضمن تاريخ الوجود اليهودي في شبه الجزيرة العربية خلال فترة ما قبل الإسلام وهجراتهم بعد ظهور الاسلام حتى نهاية القرن الثاني عشر حيث صمتت المصادر التاريخية عن ذكر اي تواجد يهودي في منطقة الخليج العربي وكان ذلك نتيجة لهجرة اليهود الى مناطق الهند وبلاد فارس لاسباب امنية واجتماعية واقتصادية . استمر صمت المصادر التاريخية حتى مطلع القرن السادس عشر حيث عاد ذكر التواجد اليهودي في الخليج العربي مع إنشاء الإمبراطورية البرتغالية في الشرق بعد اكتشاف رأس الرجاء الصالح عام 1498م، مما ادى الى عودة الاهتمام بالمنطقة من قبل الدول الاوربية ومجموعة كبيرة من الرحالة الاوربيين والتجار والعاملين في الحملة البرتغالية حيث ضمت اعداداً من اليهود . كما تناول البحث تاريخ الاقلية اليهودية في منطقة الخليج العربي في العصر الحديث، وبيان انشطتها الاقتصادية، ودورها السياسي، وحياتها الاجتماعية، وعلاقاتها مع السكان المحليين والسلطات المحلية الحاكمة، والسلطات الاجنبية المحتلة .

      تطرق البحث الى اسباب الهجرة اليهودية الى الخليج العربي خلال العصور الحديثة بالتفصيل ومنابع الهجرة اليهودية والتي تتمثل بالعراق بالدرجة الاساس، ومن ثم بلاد فارس فالهند، ومناطق استقرارها الجديدة في الخليج العربي، والاسباب التي دعتها الى اختيار تلك المناطق مكاناً للهجرة دون غيرها .

      ازدادت حركة الهجرة اليهودية الى الخليج العربي خلال القرنيين الثامن عشر والتاسع عشر، وتنوعت معها اصول الاقليات اليهودية المهاجرة الى مناطق الخليج العربي . وتناول البحث اشهر واهم الاسر اليهودية التي نزحت الى الخليج العربي واعمالها وشركاتها والمناصب التي تولاها العديد منهم، واثرهم في المجتمعات التي استقروا وعاشوا فيها وتأثرهم بعادات وتقاليد واساليب عيش تلك المجتمعات .

       واورد الباحثان اعداد اليهود المهاجرون الى الخليج العربي ومنها الكويت والاحساء والبحرين وعُمان ومسقط وصحار ومطرح، وما تعرضت له من زيادة ونقصان في اعدادهم والاسباب التي ادت الى ذلك حتى عام 1948 م، حيث بدأت اعدادهم بالتناقص نتيجة للاحداث التي جرت على ارض فلسطين جراء قرار التقسيم وبداية لهجرتهم العكسية الى خارج مناطق الخليج العربي والبلدان العربية بشكل عام .