المشكل عند ابن قتيبة رحمه الله تعالى (ت276هـ) في كتابه (تأويل مشكل القرآن) الآيات المتعلقة بالنبي محمد () أُنموذجا

الملخص

المستخلص

   لقد أولع أهل العلم بتفسير القرآن الكريم وابراز كماله وجلاله وتوضيح معانيه وبيان مدلولاته ، ونظرا لتباين الناس في مداركهم وعلومهم ؛ فقد يفهم البعض منهم كتاب الله وما تحمله آياته من مضامين فهما جليا دقيقا ويشكل على البعض الآخر ذلك فيما يتعلق بالآيات التي ظاهرها اللبس أو الغموض ؛ ولذا فقد عمد علماء الأمة الإسلامية الى التصدي وإيضاح ما يتوهم إنه أشكل من النصوص القرآنية بتوظيف العديد من العلوم ومن أهمها علم المشكل ؛ الذي يعد من العلوم المهمة في دفع الغموض والإشكال وإبراز المعاني الحقيقية التي أرادها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم .

    ومن هؤلاء العلماء الذين حملوا على عاتقهم الذود عن القرآن الكريم  إبن قتيبة رحمه الله في كتابه ( تأويل مشكل القرآن) ، فقد عمد الى توضيح ما يتوهم انه أشكل من القرآن الكريم ودفع الإشكال الذي يطرأ على بعض الآيات فكان من أوائل المدافعين عن القرآن الكريم ضد شبهات المعارضين والمشككين .

وتناولت في هذا البحث كتاب (تأويل مشكل القرآن ) بالبحث والدراسة بعد أن بينت ماهية الإشكال وأقسامه وذكرت نبذة عن حياة ابن قتيبة رحمه الله ومنهجه في تأليف الكتاب وجهوده في دفع وتفنيد الاشكال عن الآيات ومنها الآيات المتعلقة بالنبي محمد r  وايراد أقوال العلماء فيما أشكل منها وتوضيح مقصودها الحقيقي ؛ ومنها تنزيه النبي r عن الضلال ؛  وان الله سبحانه وتعالى قد صان نبيه عن ذلك ؛ ثم ما ذكرت النصوص القرآنية التي تحمل خطابا للنبي r والمراد غيره وهو ما يسمى التعريض في الكلام كما أوردها ابن قتيبة رحمه الله ، كما ناقشت ما جاء من آيات تبين الجزاء عن العمل وان كان المخاطب فيها النبي r الا انها موجهة للأمة بصورة عامة ، وأدرجت ما قاله ابن قتيبة رحمه الله في بيان معنى المعاد وقابلته بما ذكره أهل العلم وأوضحت موافقتها ومخالفتها ورجحت الصائب منها وفي نهاية هذا البحث المتواضع أوجزت الخاتمة وأهم النتائج مع بعض التوصيات .