(( مَناقِيشُ الاعتزالِ وآثارها على الفكرِ اللغوي والنحوي)) (اشتقاق الاسم نموذجاً)

الملخص

   لكل باحث هوى وشغف في البحث العلمي يستهويه لميدان العمل؛ ومما يستهويني  البحث  والوقوف على  قضايا ومشكلات الفكر اللغوي والنحوي كثيراً، وجهدتُ في أنْ أجد عنواناً  لما فيه من ردودٍ وآراءٍ ومساجلاتٍ وتفكيرٍ وتعليقٍ واحتجاجٍ وغيرها.

  ولا سيما أنَّ المشكلات في الفكر اللغوي والنحوي كثيرة وملأ الكتب؛ مما أوجب الوقوف على موضوع أو قضية تشعر القارئ بالجّدة عن غير المطروح، أو مطروح قديم نصل به لنتيجة

جديدة، أو ما يصّح تسميتها بقراءة جديدة لمسائل وقضايا الفكر اللغوي والنحوي العربي ؛ والخروج من البودقة الكلاسيكية والتي مدارها القبول والانصياع ، وقولبت أقوال العلماء بقدسية بحيث لا يحق المسيس بها.

فإنّ الأفكار  لا تتحرك وتبقى جامدة خاملة إلا بكسر هذا الفكر الكلاسيكي الجامد، مع أنَّ هذا التحرك قد يكون خطراً؛ وقد ينزلق فيه صاحبه إن لم يتسلح له جيدا؛ لذا يجب الحذر حين التوغل فيه، ولاسيما وأنَّي أحاول المزج بين علوم كثيرة كاللغة والفلسفة والمنطق والعقيدة في القضية التي أود طرحها والبحث فيها ومدى علاقة التأثر والتأثير والتداخل بين تلك العلوم للوصول إلى قضية فيها نتيجة.

   وتعد اللغة هي المسألة التي شغلت الفلاسفة والمفكرين منذ عهد سقراط وأرسطو وصولا لابن جني (ت 392 هـ) وابن خلدون (ت 808 هـ).

  ولأجل ذلك دفعني هذا الوعاء الفكري الكبير للبحث ملياً والوقوف على مسائل كثيرة ترد وأنا أقرأ  فيما ممكنني الله من الإطلاع على كتب اللغة  والنحو وغيرها، وما يتعلق بها من علوم التفسير والقراءات وقضايا الخلاف ، كالإعراب والحدود والمصطلحات وهلم جرا، وأحاول جاهداً الوقوف على سبب هذا الخلاف وعوامل الترجيح فيه.

  ومن تلك المسائل التي أوقفتني من بين جملة من القضايا (مسألة اشتقاق الاسم بين السمو والعلو والسمة والعلامة) والتي نرى لها أثراً جلياً في كتب العلماء من اللغويين والنحويين والمفسرين بعد القرن السادس الهجري ، ولا تجد لها ذكراً عند المتقدمين أو أنهم أشاروا إشارة همس لها.