الصورة الاستعارية في وصف أهل البيت (ع) عند الحلي والوائلي -دراسة موازنة-

الملخص

أدرك الباحثون إمكانيّة اللّغة التّصويريّة في الحكم ليس على بلاغة التّركيب اللّغوي التّخييليّ فحسب، بل على النّصّ بوصفه صورة متكاملة أيضاً، لذلك جاء بحثنا بهدف بيان أساليب الصّورة الاستعارية في شعر كلّ من حیدر الحلي وأحمد الوائلي، وربط هذه الأساليب بالموضوعات التي صوّرت آل البيت عليهم السّلام، بالإضافة إلى استكشاف الجماليّة الفنِّيّة التي منحتها هذه الأساليب للنّصوص المدروسة، مع دراسة التّشابه والاختلاف في الجماليّات الفنيّة بين صور آل البيت عند الشّاعر حیدر الحلي والشّاعر أحمد الوائلي. تتأتي أهمية هذه الدراسة من خلال رصد الصّورة في شعر الشّاعرين بوصفها كائناً لغويّاً تخييليّاً مُتكامل الأبعاد، وليس مجرّد خيالٍ أو بنية تخيليّة تعكس بنية مقصدية فكريّة محدّدة، وكذلك بيان جماليّة الصّورة الاستعارية التي صوّر بوساطتها الشّاعران آل البيت عليهم السّلام في موضوعاتهم المختلفة اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الوصفيّ - التحليلي بأداته التّحليل التي تعيننا على تحليل النّصّ واستخلاص قيمه، عبر الدّخول إلى البنية النّصِّيّة له، واستكشاف جماليّاتها، وربطها بالموضوع المدروس، كما سيستعين البحث بالمنهج المقارن في المقارنة بين الشّاعرين في المواضيع المدروسة، للوصول إلى نقاط الاتّفاق والاختلاف بينهما، إذ خلَّصنا إلى مجموعة من النتائج نذكر منها أن الشاعرين اتبعا في تشكيل صورهما  الاستعارية أسلوب التشخيص والتجسيد في خدمة أغراضهما الشعرية، سواءً كان مديحاً أم رثاء، والشاعران في الحالتين كانا يشيران في مديحهما لآل البيت عليهم السلام إلى ما كانوا يتحلون به من صفات هي من صفات الأنبياء، وكذلك في الرثاء كانا يشيران إلى خصائص آل البيت التي تفضي إلى تفضيلهم على سائر المخلوقات، كما هدفت الصورة الفنية الاستعارية عموماً في شعر الشاعرين في باب مديح آل البيت عليهم السلام ورثائهم إلى تبيين مزايا أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم وفضلهم على من سواهم لبيان أنهم أحق الناس بتولي أمر المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.