واقع المسيحيين في بلاد الشام اثناء الغزو الصليبي (490هـ -690هـ)
واقع المسيحيين في بلاد الشام اثناء الغزو الصليبي (490هـ -690هـ)
الملخص
لا شك ان في بلاد الشام كانت الديانة الغالبة فيها قبل ظهور الاسلام هي الديانة المسيحية ومع ظهور الاسلام دخل الناس في بلاد الشام افواجا حتى اصبحت الديانة الاسلامية هي الغالبة واصحاب الديانات الاخرى اقلية، وفي ظل الاسلام كان المسلمون والمسيحيون حالة واحدة ما عدا الشاذ من المواقف القليلة وانهم فرعين لحضارة شرقية واحدة نتيجة للتسامح الاسلامي مع الديانات الاخرى وهذا يذكرنا بموقف عمر بن الخطاب رضي عنه حيث سلك سلوكا انسانيا نابعا من عقيدته الاسلامية من احترام اهل الاديان الاخرى عندما تسلم مفاتيح بيت المقدس سنة 15 هـ وعامل النصارى فيها معاملة حسنة وترك كنيسة القيامة بأيدي النصارى وقد نقل الينا ابن الجوزي عن كتاب الصلح (اني قد امنتكم على دمائكم واموالكم وذراريكم وصلاتكم وبيعكم ولا تكلفوا فوق طاقتكم)([i])، وقد سلك صلاح الدين الايوبي نفس المسلك الذي سلكه عمر بن الخطاب عندما حرر بيت المقدس من الصليبيين سنة 583هـ وقال نحن متبعين لا مبتدعين ([ii])، بينما سلك الصليبيون عند احتلالهم بيت المقدس سنة 492هـ سلوكا بعيدا عن اخلاق دين النصارى وقتلوا بالمسجد الاقصى ما يزيد على سبعين الفا من المسلمين، وهذه مواقف لها اهمية في واقع المسيحيين في بلاد الشام اثناء الغزو الصليبي للتفريق بين اخلاق المسلمين واخلاق الصليبيين وانعكاس ذلك على المسيحيين من اهل الديار في بلاد الشام وكان هذا سببا في اختاري لبحثي الموسوم واقع المسيحيين في بلاد الشام اثناء الغزو الصليبي وقد قسمت البحث الى ثلاثة مباحث تناولت في المبحث الاول علاقة الصليبيين بالمسيحيين اثناء الغزو الصليبي وتناولت في المبحث الثاني علاقة المسلميين بالمسيحيين من اهل الديار وتناولت في المبحث الثالث علاقة الصليبيين بالمسلمين وقد اعتمدت على بعض المصادر منها الكامل في التاريخ لابن الاثير وكتاب الفضائل لابن الجوزي وكتاب النوادر السلطانية لابن شداد كما اعتمدت كثيرا على المراجع المسيحية منها تاريخ الاعمال المنجزة لوليم الصوري وكتاب الصليبيون في الشرق لميخائيل زابوروف وكتاب ماهية الحروب الصليبية لقاسم عبدة قاسم وكتاب الحركة الصليبية لسعيد عاشور وغيرها، وقد حصلت من دراستي نتائج عدة منها ان المسيحيين المحليين في بداية الغزو الصليبي مالوا الى الصليبيين الا ان معاملة الصليبيين لهم جعلهم ينفرون منهم ومنها ان الصليبيين حاولوا استمالة المسيحيين المحليين في بلاد الشام الا انهم لم يفلحوا لان عقديتهم تختلف عن عقيدة كنيسة روما الصليبية ويعدونهم مرتدين ....
وأسأل الله تعالى قد وفقت في بحثي هذا وانفع به اهل العلم.
[i])) ابن الجوزي، فضائل القدس، تحقيق: دكتور جبرائيل سليمان جبور، دار الافاق الحديثة، بيروت بلات، ص123.
[ii])) الدوداري، ابو بكر عبد الله بن ايبك، كنز الدرر وجامع الغرر، تحقيق: سعيد عبد الفتاح عاشور، القاهرة، 1972م، جـ7، ص 90.