الوجود اليهودي والصهيوني في فلسطين مراحله وآثاره
الوجود اليهودي والصهيوني في فلسطين مراحله وآثاره
الملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
في فلسطين عرف العرب قمة التحدي، وعلى ارض فلسطين سوف يتقرر المستقبل العربي، وفي فلسطين يواجه العرب قضيتهم المصيرية الكبرى، ومع ذلك فلا مفر من الإقرار بأننا كشعب وكأمة لانزال بعيدين عن تحسس خطورة هذه القضية وجوانبها المختلفة، والعيش مع هذه القضية وجوانبها المختلفة الى المدى الواجب.
وان نعيش هذه القضية يعني الى حد معين الاطلاع على تاريخها ومتابعة مراحلها ومواكبة خط تطورها لنلتقط من خلال ذلك كله الملامح الرئيسة لصورتها الشاملة.
فاستلهام الماضي، اذا ما تم على صورته الصحيحة، يشكل حافزاً من حوافز النضال وعاملا من عوامل الثبات والتقدم، فمعرفة التاريخ شرط اساسي من شروط معرفة النفس، ضرورة لابد منها لمجابهة التحديات والتغلب عليها، كذلك فإن معرفة الشعوب الثائرة لماضيها ووعيها على حاضرها يساعدها على تخطي ذاتها واحراز النصر في معاركها التاريخية.
وانه لمن الضرورة بمكان أن نبني اندفاعنا النضالي المعاصر على أساس الوعي الصحيح والحقائق الثابتة اذا ما اردنا لمسيرتنا الحالية ان تكون انطلاقة تاريخية لا مجرد هبة عابرة، خصوصاً وان تاريخ فلسطين هو تاريخ حافز لا تاريخ عبء.
فالوقائع التاريخية تثبت بما لا يقبل الشك وعي الشعب العربي الفلسطيني المبكر على اخطار الصهيونية والاستعمار، وتؤكد بشكل قاطع ان هذا الشعب قد ناضل نضالاً متواصلاً مريراً لمقاومة هذه الاخطار، وقد اتخذت المقاومة العربية الفلسطينية للصهيونية والاستعمار البريطاني اشكالاً عديدة وتبنت مختلف الاساليب والوسائل الكفاحية من الاحتجاج الى المقاطعة فالاضراب فالعصيان المدني فالثورة المسلحة.